تتسم ثورة شباب «فيس بوك» بأنها أروع ثورة حضارية وتكنولوجية وحقوقية فى تاريخ البشرية جمعاء، بفضلها ستتحقق كل المطالب وأهمها تقويض الدولة البوليسية التى طغت على الحريات منذ ثورة ١٩٥٢ إلى الآن.
من صور الانتهازية فى هذه الثورة ركوب المعارضة موجة الشباب، لا ليكون لها مكان فى سفينته، بل لتكون فى الصورة على حساب خلفية دماء الشهداء.. الجميع يعلم حجم المعارضة ومآربها للوصول إلى سدنة الحكم ولكن الحكم للشعب، فخروج عامة الشعب فى جميع محافظات مصر له الأثر الكبير فى تنحى وتدمير قوى الظلم والطغيان مهما كانت قوة الفتوة وبأس حاشيته، فالغلبة للحرافيش رحم الله نجيب محفوظ كأنه يدعو للثورة من بين السطور والآن تحققت على أيدى البسطاء والعوام ممزوجة بتكنولوجيا المعلومات ونحن ما بين زمانين.. زمن قد مضى وزمن قد هل ويجب التريث وحسن الاختيار كما قال الشاعر:
إذا لم تكن لى والزمان شرم برم
فلا خير فيك والزمان ترللى
فللعولمة والانفتاح على الغرب الأثر فى تطور الشباب الشاعر بالظلم والكبت وكونه قزما أمام شباب الغرب المتحضر المتحرر المتنعم بالهدوء والاستقرار والتقدم والازدهار.. من ثم كان دور الشباب المصرى فى تذكية نيران الثورة ليثبت للعالم أجمع أنه قادر على التمرد والعصيان ضد الطغيان والفساد والاستبداد ليكون العهد الجديد عهد التقدم والحريات لقد راهن الغرب على مبارك عندما قال لأوباما: «أنت لا تعرف ثقافة المصريين» والمقصود (اضرب المربوط يخاف السايب) ولكنه باء بالخسارة وخسر الغرب الرهان وسيخسر حتى تنهض البلاد، والأمل فى الشباب الذى رفع رأسنا فى كل مكان وعلينا أن نختار بين النموذج الألمانى أو النموذج اليابانى اللذين سقطا فى الحرب العالمية الثانية وفى عقدين من الزمان أصبحا فى مقدمة الأمم.