شهدت اليابان كارثة جديدة، أمس، مع وقوع انفجار فى مفاعل نووى وتسرب إشعاعى، وذلك غداة الزلزال العنيف الذى أعقبته موجات مد عاتية (تسونامى) أدت إلى مقتل وفقدان آلاف الأشخاص. ووقع الانفجار فى المفاعل الأول فى واحدة من المحطات النووية الأربع فى «فوكوشيما» شمال شرق اليابان. وأعلنت لجنة الأمن النووى اليابانية أن نشاطاً إشعاعياً تم تسجيله فى الموقع.
وذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن الانفجار تسبب فى انهيار سقف المفاعل والهيكل الخارجى للمبنى مما يثير مخاوف من انصهار كارثى فى المحطة النووية. وأفادت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية نقلا عن وكالة السلامة النووية اليابانية أن قياسات الإشعاع فى المحطة بلغت ١٠٠٠ مرة أعلى من المعدلات الطبيعية. وسارعت السلطات اليابانية إلى إخلاء السكان فى محيط ٣٠ كيلومترا من المحطة النووية. وتعطلت أنظمة التبريد فى المحطة بعد الزلزال الأعنف منذ ١٤٠ عاماً، حيث بلغت قوته ٨.٩ درجة على مقياس ريختر.
وأعلنت الشرطة اليابانية مقتل حوالى ألف شخص كحصيلة مبدئية فى شمال وشرق البلاد، وفقدان ١٠ آلاف من سكان مدينة ميناميسانريكو. وأظهرت لقطات تليفزيونية قرى صيد مدمرة بالكامل ومدناً محطمة مع أكوام من الأنقاض فى الشوارع جراء ارتفاع موجات المد العاتية لأكثر من ١٠ أمتار وتحركها لعدة كيلومترات بعيداً عن الساحل، كما انقطعت الكهرباء عن ملايين اليابانيين بعد إيقاف المفاعلات النووية المولدة للطاقة، واجتاحت حرائق هائلة مدينة كسينوما التى يسكنها ٧٤ ألف شخص، فيما غمرت المياه ثلث المدينة. وأرسلت الحكومة حوالى ٥٠ ألف فرد ومئات الطائرات المروحية وعشرات السفن إلى المناطق المتضررة.
وأعلنت الشرطة اليابانية أن ٢١٥ ألف شخص تم نقلهم إلى ملاجئ بعد الزلزال. وتعرضت اليابان لعشرات الهزات الارتدادية كان أعنفها بقوة ٦.٨ درجة فى شمال شرق البلاد، وأخرى بقوة ٦.٦ درجة فى المنطقة الشمالية الغربية. وأعلن المعهد الإيطالى للجيوفيزياء ودراسات البراكين أن زلزال اليابان أدى إلى إزاحة محور دوران الأرض ١٠ سنتيمترات. فيما أكدت الأمم المتحدة أن ٤٥ دولة جهزت ٦٨ فريق بحث وإنقاذ لمساعدة اليابان