شهد مسجد «النور» فى الهرم جريمة بشعة، حيث قالت التحقيقات الأولية إن عاطلاً تسلل إلى الطابق الثانى ووجد مقيم الشعائر بمفرده يصلى، فأشهر مطواة فى وجهه وطالبه بأن يسلمه ما بحوزته من أموال، وأضافت التحقيقات أن الضحية قاوم المتهم الذى سدد طعنات إلى عنقه وأنحاء متفرقة من جسده، أودت بحياته، وبعد أن تأكد من وفاته استولى على مبلغ مالى وتليفون محمول وترك ضحيته جثة غارقة فى الدماء وهرب. تمكنت أجهزة الأمن فى الجيزة بإشراف اللواء فاروق لاشين، مساعد وزير الداخلية، من القبض على المتهم واعترف بجريمته وأرشد عن السلاح المستخدم، وتحرر المحضر اللازم وتم إخطار النيابة العامة التى باشرت التحقيق، وطلبت تحريات المباحث النهائية.
بدأت التفاصيل المرعبة عندما وقف مقيم الشعائر عبدالمحسن إسماعيل، البالغ من العمر ٦٥ عاما، بين يدى الله فى الطابق الثانى من مسجد «النور» فى الهرم، حيث كان يصلى ركعتين قبل ظهر أمس الأول، ووقتها كان أحد العاطلين يدخل إلى الطابق نفسه من المسجد، ولم يكن ينوى الصلاة أو التوبة، اقترب من المصلى العجوز فلم يأبه به وواصل عبادته، فوقف أمامه وأشهر مطواة فى وجه مقيم الشعائر، قطع بها صلاته، وهدده بالقتل إذا لم يمد يده فى جيبه ويخرج كل ما بحوزته من أموال ويسلمها له دون أن يخرج أى صوت، لم يرض العجوز على نفسه أن يستسلم للص وبدأ يدافع عن ماله وحرمة المسجد، وحدثت مقاومة، انتهت بتلقى خادم المسجد طعنات متفرقة، أسقطته جثة على الفور، وواصل المتهم إتمام جريمته وتأكد أن ضحيته لفظ آخر أنفاسه وبدأ يفتش ملابسه واستولى على كل متعلقاته وترك القتيل وسط بركة من الدماء، تغطى سجادة الصلاة وهرب.
فوجئ المصلون بجثة مقيم الشعائر فى المسجد، فأبلغوا اللواء فاروق لاشين، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة، بالتفاصيل، فانتقل اللواء كمال الدالى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وتبين أن المجنى عليه مضرج فى الدماء واختفاء هاتفه المحمول ومبلغ مالى كان بحوزته. تحريات اللواء فايز أباظة، مدير المباحث الجنائية، والعميد جمعة توفيق، وكيل إدارة البحث، توصلت إلى أن وراء الجريمة عاطلاً يدعى، رجب. م «٢١ سنة» مقيم فى شارع الترعة بشبرا الخيمة، سبق اتهامه فى جناية قتل فى بولاق الدكرور عام ٢٠٠٩، وتم تحديد مكان اختفائه وعمل عدة أكمنة وألقى القبض عليه.
وبمناقشة المتهم اعترف بأنه لاحظ أن الضحية صعد إلى الطابق الثانى بمفرده قبل صلاة الظهر، فقرر أن يستولى على متعلقاته تحت تهديد السلاح، وعندما لحق به وجده دخل فى الصلاة، فخشى أن يلحق بهما آخرون ولم ينتظر وهدده فى البداية إلا أنه قاومه وحاول الاستغاثة، وأضاف المتهم أنه عاجل الضحية بعدة طعنات حتى سقط مغشيا عليه واستولى منه على هاتفه المحمول ومبلغ ٥٠٠ جنيه كانت بحوزته، أنفقها على شراء المخدرات وتخلص من المطواة المستخدمة فى الجريمة بالطريق العام. تحرر المحضر اللازم وأحيل المتهم إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات وقررت تشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وصرحت بدفنها.
وعقب اكتشاف الجريمة تجمع عدد كبير من سكان المنطقة ورواد المسجد وطالبوا بسرعة القصاص من المتهم الذى لم يراع حرمة المسجد وقتل مقيم الشعائر، الذى يتمتع بحب واحترام كبيرين بينهم.