«كم أنا سعيد بقيام ثورة ٢٥ يناير ولولا وجودى فى كندا للعلاج لشاركت الشباب، والآن أريد أن أضع قبلة على جبين كل شاب شارك فى تغيير نظام حياتنا وخلصنا من الاستبداد».. بهذه الكلمات بدأ محيى إسماعيل حديثه لـ«المصرى اليوم»، موضحاً موقفه من الثورة الذى بدا غامضاً لفترة طويلة بسبب وجوده خارج مصر.محيى إسماعيل لديه فيلم من تأليفه عن حياة الزعيم الليبى معمر القذافى كان ينتوى أن يقوم ببطولته، لكنه غير موقفه بعد التطورات الأخيرة فى ليبيا وقرر محيى عدم تقديمه.■ ما حكاية فيلمك الذى كنت تنوى تقديمه عن القذافى؟
- منذ حوالى ٩ سنوات جاءتنى الفكرة وسافرت مع الراحل سعد الدين وهبة – كان وقتها رئيس اتحاد النقابات الفنية - إلى ليبيا لأخذ موافقة القذافى على عمل فيلم يحكى قصة كفاحه، وجلسنا معه فى خيمته ورحب القذافى بالفكرة، لكننى لاحظت أنه شخصية شديدة التركيب والتعقيد، فقد أعطانى ١٥ كتاباً من تأليفه أهمها «الكتاب الأخضر» و«شروح الكتاب الأخضر» و«تحيا دولة الحقراء» و«الثأر» و«القرية القرية» و«الأرض الأرض» و«كتاب الصحراء»، ونصحنى بقراءة هذه الكتب قبل كتابة الفيلم، وبالفعل قرأتها وكتبت الفيلم وصممنا ملابس الشخصية، لكن التنفيذ كان يتعطل باستمرار.
■ لماذا؟
- كان القذافى يطلب التأجيل دون توضيح سبب لذلك، وفى النهاية قال لنا إنه يفضل أن يظهر هذا الفيلم بعد وفاته.
■ وهل مازلت تنوى تقديم هذا الفيلم بعد وفاته أو رحيله عن ليبيا؟
- لا، لأننى أحتاج إلى كتابته بالكامل من جديد، فالأحداث الدامية التى تشهدها ليبيا غيرت كل شىء، كما أفضل الانتظار ٥ سنوات على الأقل، ثم أقدم هذا الفيلم، لأن الثورة لا تزال قائمة، وهناك أسرار كثيرة ستتكشف خلال تلك السنوات.
■ معنى هذا أنك لا تمانع تقديم فيلم عن القذافى حتى بعد تلك الأحداث؟
- نعم، أصبحت أكرهه، ولكن هذا لا يعنى عدم تقديم فيلم عنه، وقد سبق أن جسدت شخصيات لزعماء أمثال نابليون بونابرت فى مسرحية «القاهرة فى ألف عام»، كما قدمت كلا من: رودريجو إمبراطور إسبانيا، ويوليوس قيصر إمبراطور روما، والإسرائيلى عساف ياجورى، وبالتالى لا أمانع فى تقديم القذافى أو حسنى مبارك أو حبيب العادلى، ولكن بعد ٥ سنوات على الأقل من الآن.
■ ولماذا تصر على الانتظار ٥ سنوات من الآن؟
- لأن الثورات العربية لا تزال تفرض نفسها على الساحة كأكبر شو إعلامى، ولا أتصور أن المشاهد سيترك شاشات الواقع والنشرات ليشاهد عملاً درامياً عن الحدث ذاته، وأتصور أنه لا قيمة لعمل يناقش الفساد مثلاً الآن، لأن ملفات الفساد بالفعل مفتوحة والفاسدون يخضعون للتحقيق واحداً تلو الآخر، وهناك مسلسل تسجيلى لتلك الثورات نشاهده يومياً. حلقاته بدأت من تونس ثم مصر، والآن ليبيا واليمن والبحرين، والحلقات القادمة لقطر وسوريا وسلطنة عُمان والبقية تأتى.
■ طالما أنك مع الثورة، فلماذا لا تقطع زيارتك لكندا للانضمام مع الثوار فى التحرير؟
- تمنيت عمل ذلك، لكن لم أستطع لأسباب صحية، فقد تدهورت حالة الضغط منذ إقامتى بفندق الحصن فى سوريا، الذى يرتفع ١٥٠٠ متر فوق سطح الأرض، واضطررت للسفر إلى كندا للعلاج، والآن أريد وضع قبلة على جبين كل شاب شارك فى تحريرنا، وأعتبر أن نجاح الثورة هدية من الله، لأننا لو خططنا لها لما نجحت بهذا الشكل، لكنها خرجت واتجهت للتحرير بشكل عفوى، ثم تبعها إصرار بعدم مغادرة الميدان قبل التنحى، وهكذا نجحت.
■ الناس تلوم على أى شخصية عامة لم تتحدث عن الفساد فى العهد الماضى، فما ردك؟
- لهم الحق فى هذا اللوم، لكننى تحدثت كثيراً، وكنت أقول دائماً إننا فى مصر نتحدث ونقول ما نريد لكن لا يسمعنا أحد، وفى برنامج «بنى آدم شو» قلت لأحمد آدم: إن مصر تضم ٣٠ مليون عانس و٥٠% من السكان تحت خط الفقر و١٠ ملايين يعيشون فى العشوائيات والباقى يعانون «سكر وضغط وفشل كلوى وسرطان»، ماذا ننتظر من مجتمع أفسدوه وأوصلوه لهذه الحالة، إن لصوص مصر استحلوا أموال الفقراء وأخرجونا خارج حدود الزمن وتجاوزتنا أمم نحن نفوقها بكثير، لذا كان لزاماً قيام ثورة.
■ هل تتصور أن كل الفاسدين سيتم القبض عليهم؟
- أتمنى هذا، وأتمنى أيضاً أن يبدأوا بالقبض على مسؤولى المبيدات المسرطنة، التى أمرضت المجتمع وأصابت غالبيته بالضعف الجنسى، ومازلت مذهولاً من حجم الفساد فى مصر، فقد زرت دولاً كثيرة وكلها فيها فساد، ولكن ليس بهذه الدرجة أبداً، لم أر زوجة رئيس تضع ٣٥ مليون صورة لها على كتب مكتبة الأسرة، لم أر رئيس بحاشيته يستحلون أموال الفقراء بهذه الدرجة، لم أر نظاماً سياسياً يسمح بتسفير ٢٠ ألف من شبابه لدولة معادية كإسرائيل ليعمل ٣ آلاف منهم فى الجيش الإسرائيلى طبقاً لإحصاءات عالمية معلنة، لقد فاض الكيل، فثار الشعب وانتصر