لم تظهر على الساحة بشخصها، لكنها شجعت قيام الثورة منذ يومها الأول.. هذه هى هيفاء وهبى التى أعلنت تأييدها للثوار، ورغم ابتعادها عن القوائم السوداء، تطالب المصريين بالوحدة لتحقيق أهداف الثورة النبيلة، وأكدت أنها تبحث عن كلمات تليق بلحن الثورة الذى عزفه ثوار التحرير بدماء الشهداء، مؤكدة أن من غنى للثورة فى مصر لا يعنى أنه يحبها أكثر ممن لم يغن لها. ■ لماذا لم تغنى لثورة ٢٥ يناير مثل معظم المطربين؟
- مع احترامى لكل من غنى لمصر ولكل البلدان الأخرى، لا أحب استغلال موقف معين وأغنى من أجله مهما كان السبب، وقد جلست مع كثير من الملحنين والشعراء ولم تعجبنى أى أغنية سمعتها، وأحب أن أغنى من قلبى لمصر لحبى الشديد لها، فقد غنيت «٨٠ مليون إحساس» من قلبى وبكل مشاعرى، أو بمعنى آخر يجب أن أحس الكلام الذى أغنيه، وما حدث فى مصر «يصحّى» أى إنسان فى العالم، ليتحدث ويتكلم ويغنى لمصر، وكثير من أصدقائى كلمونى حتى أقدم أغنية لمصر، ولكن كنت أتعامل مع ما حدث باعتبارى مستمعة ومغنية أيضا، وأنا لست مثل المطربين والمطربات الذين استغلوا بعض المواقف من أجل الغناء.
■ كيف تعاملت مع الثورة؟
- حزنت جدا على الشهداء، وتألمت من الدخلاء على الثورة، وبعدها زاد احترامى وحبى لمصر، وأعتقد أن مصر الآن فى حاجة شديدة لكل من يحبها، والناس يجب أن تفهم أن الحرية ليست كلمة وخلاص، بل يجب أن يشعر كل المصريين بأن هناك مسؤولية تقع على كل فرد فيهم تجاه هذا البلد العظيم بموجب هذه الحرية، والكل يجب أن ينظر إلى المستقبل بإشراق، لأن مصر سوف تظل إلى الأبد مرفوعة الرأس، والكلام لا يكفى لتعويض دم شهيد، أو تبرير شهادته، ولا أملك سوى قراءة الفاتحة على روح الشهداء والترحم عليهم، وأقول لكل أم راح ابنها شهيداً، لا تحزنى ابنك لم يمت، فهو عريس زف مصر إلى الحرية.
■ ما الذى تتمنينه الآن لمصر فى هذه المرحلة الصعبة؟
- أتمنى أن أعود إلى مصر وأجد البلد عادت له الحياة كما كان فى الماضى لكن دون فساد، لأن مصر طول عمرها «بتقوم وتقع» ورأسها مرفوعة، وأهم شىء يكون البلد بخير، لأننا مش متعودين أن تكون مصر مهزومة، وأقول لكل المصريين «كفاية اللى حصل، ويجب أن نكون فى مكان أفضل، لأن هناك أشياء تعوض وأشياء صعب تعويضها».
■ ما رأيك فى الأغانى التى تم تقديمها عن الثورة؟
- ليس لدى ما أقوله سوى أن من غنى لمصر لا يعنى أنه يحبها أكثر ممن لم يغن لها، ولم أسمع أحداً منهم حتى أقيم أغنيته، لكن أحلى لحن سمعته هو لحن الثورة نفسها، الذى عزفه الشباب المصريون فى ميدان التحرير.
■ ما رأيك فى القائمة السوداء لبعض الفنانين نتيجة لمواقفهم من الثورة؟
- لا أعرف شيئاً عن القائمة السوداء للفنانين المصريين، لكن الناس كلها كانت فى حالة عاطفية، ومن الممكن أن يزعلوا من شخص لم يكن موجوداً معهم أو شخص قال رأياً مختلفاً، ويجب أن يعرف كل المصريين أن الدول العربية كلها لم تقف بجوار مصر، وكل مسؤول قال كلمة قالها فى بيته، بل هناك بعض الدول العربية عبرت عن حال المصريين بسوء نية، وأظهرت الجانب السيئ لها، فالكل شاهد المحروسة تتألم ولم يقل كلمة، ومن هنا يجب على المصريين أن يترابطوا ويتحدوا من أجل بلدهم. أما ما يخص الفنانين المصريين فكل شخص حر فى رأيه ولا أستطيع أن أعلق على ما صدر منهم، وكفاية قوائم سوداء وبيضاء لأنها لا تفيد.
■ كيف تابعت الأخبار خلال الفترةالماضية؟
- كنت أتابع الأخبار أولاً بأول، وأكثر شىء هزنى عندما نجحت الثورة ووجدت الفتيات الصغيرات «بيلموا» الزبالة من الشوارع، وكنت أتمنى وقتها أن تكون أى منهن أختى الصغيرة، لما كان لهذا المشهد من دلالة على حب المصريين لبعضهم البعض، ومن المشاهد الصعبة والكريهة اختلاط الحابل بالنابل، فكثير من الناس قفزوا على الثورة، وأناس صعدوا على أكتاف أناس آخرين.