بعد أن حققت ثورة ٢٥ يناير ذلك النجاح المدوى فى جميع أنحاء العالم، وأشاد رؤساء الدول الأوروبية والأمريكية بعظمة وحضارة الشباب المصرى، وبعد أن تحدثنا كثيرًا عن ضرورة إيجاد مشروع قومى، تلتف حوله قوى الشعب العظيم.. وجب استثمار ثورة ٢٥ يناير فى هذا المشروع حتى يلقى الدعم والاهتمام المحلى والدولى.
وأود هنا أن أقدم مشروع «محو الأمية»، الذى حاولنا فيه مرارًا وصرفنا عليه كثيرًا، وكان كل ذلك هباءً، ونتيجته الصفر المعهود، وذلك لعدم الجدية فى إعداده على أساس علمى، بل كان للفهلوة والتربح منه نصيب كبير، والنتيجة الطبيعية كانت الفشل، وزيادة نسبة الأمية فى تلك الأمة العظيمة!!
الآن أعرض رؤيتى لتحقيق ذلك الحلم، والقضاء التام على الأمية على مدى ثلاث سنوات، نحتفل بعدها بوفاة آخر أمى فى البلاد!!
أولاً: نؤكد أن لدينا الإمكانات الكفيلة بتحقيق ذلك، بشرط حسن استخدام هذه الإمكانات، فمثلاً لدينا آلاف المدارس للبنين والبنات لا تستخدم فى فترة المساء، بعد صلاة المغرب.. لماذا لا نستفيد بها فى تنفيذ المشروع؟.. لدينا مئات الآلاف من المدرسين الجامعيين الذين يرحبون بالعمل فى تلك المدارس فى الفترة المسائية، هذا نظير مكافأة مجزية.. لدينا السبورات والطباشير، فماذا ينقصنا سوى إرادة التنفيذ؟
فى رأيى يتم إعلان القضاء على الأمية نهائيًا فى جميع قطاعات الدولة، وتسن القوانين التى لا تقبل الأختام ولا البصمات ولا يعين أو يحصل على أى خدمة أو رخصة أى أمى، مهما كان، ولا تقبل الأعذار والمدارس مفتوحة والمدرسون منتظرون والإمكانيات متاحة، وتتلخص فى كتاب واحد به مبادئ الكتابة للحروف والكلمات والأرقام والعلامات، ثم كراسة وقلم، ويتم صرف العناصر الثلاثة هذه - الكتاب والكراسة والقلم - لكل دارس ودارسة.. بعد ذلك تقسم الدراسة على السنوات الثلاث كالآتى:
السنة الأول: مكافحة الأمية وفيها يدرس الحروف والأرقام والكلمات وعمليات الحساب الأولى.. السنة الثانية: للمتابعة وفيها يدرس الجمل وتشبيك الحروف وعمليات الحساب.. والسنة الثالثة: للتثبيت بعمليات الإنشاء والإملاء وإجراء الاختبارات، وبذلك نحقق استثمار ثورة ٢٥ يناير فى أهم مشروع قومى.