mamado من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 1497 نقاط : 2413 تاريخ التسجيل : 06/10/2010 الموقع : العجوزة-الجيزة
| موضوع: "واحدٌ مِنْ هؤلاء" قصيدة جديدة لأحمد زكريا الجمعة فبراير 18, 2011 1:27 am | |
| "واحدٌ مِنْ هؤلاء" قصيدة جديدة لأحمد زكريا أَنْ أموتَ الآن لا يعنى كثيرًا عند أصحابى وأعدائى سواسيةً فقطْ ستكونُ أمِّى مثل جدَّتِهَا التى ماتَ ابنُها مثلا، غريقًا فى مياهِ النيل أو سأكون مثل مسافرٍ نحو الخليجِ لفترةٍ معلومةٍ ونسيتُ مصرَ هناك
لكنِّى على عجلٍ نشأتُ على رصيف محطةِ المترو وحاولتُ اجتنابَ الناس فى العربات قدرَ المستطاع، وحاولوا مثلى ولم يَتَحَدَّث الركابُ فيما بينهم عن أى شىء زائدٍ كطبيعةِ الركابِ من خمسينَ عاما
أَنْ أموتُ الآن من سيحسُّ بى غيرى ولم يَعُدِ العشاءُ على المسلسلِ فى تمامِ الثامنةْ جارى المقابلُ بابُ شقَّتِهِ يَبيتُ بحِضنِ بابى ليس يعرفنى ولا ألقاهُ إلا صاعدًا أو نازلًا لا شىء يَجْمَعُنَا سوى حُلْمِ الحياةِ الآمنةْ
ووقفتُ.. حيث وقفتُ فى الميدان أفئدةً تَحِنُّ لأى شىء ثم تنسى ما تَحِنُّ إليه أحداثٌ ولا أشياء لم أشهدْ بمصرَ سوى البكاءِ على زمانٍ ضائعٍ ونسيتُ أنِّى جئتُ كى أنسى على المقهى من الأحلامِ ما أنسى من الماضى الذى أحيا بما صَنَعَتْ يداى ومن غَدٍ من سوف يذكرنِى إذا ما مِتُّ أهلى غالبًا والأصدقاءُ بقدر ما تركتْ لنا الأيامُ متَّسَعًا لنضحكَ أو نغنِّى فى الشوارعِ والحبيبةُ قد تكونُ وفيًّة تحكى غرامى فى مساءٍ باردٍ لحفيدةٍ لا تَحْمِلُ اسمى
- هل ستشرب قهوةً هذا الصباح؟ - نعم سؤالٌ مثل هذا عابرٌ من عامل المقهى سيشعرنى بأنِّى لم أزلْ حيًّا أشاركُ فى الحياةِ بنظرةٍ أختارُ ما أختارُ من صُحُفِ الصباحِ أطالعُ الأبراجَ حتى أطمئنَ على بقائى سالمًا حتى المساء ولا أفكِّر فى العناوينِ الكبيرةِ
فى المساءِِ حكايتِى أحكى انتصاراتِ النهارِ على العدو سواى أشكو مرةً ما يشتكى منه الجميعُ ومرةً، أشكو الذى شاهدتُهُ وحدى وأنسى أنَّنِى وحدى إذا حدثتُكُم فى الليل يا أعدائى الأحبابْ الوقت ذابْ فتصبحون على الذهابِ.. على الإيابِ على الإيابِ تأخَّرَ الوقت الذى سنكون أهدأ فيه من خطبِ الجوامعِ من صلاةِ العيدِ فى الساحاتِ من أهلى على الإفطارِ من كلِّ الشعائرِ فى البيوتِ وفى الشوارعِ.. فى مشاغِلِنَا وفى الأفراحِ فى الأحزانِ فى دفء الزيارات الجميلةِ فى المساءِ ولستُ أعنى كُلَّ هذا إنما وجعى على الكورنيشِِ وحدى لا أقولُ النِّيلُ يَجْرى فى عُروقى إنما يجرى دمى فى النِّيلِ حين أحُسُّ أنِّى واحدٌ من هؤلاء مَشَاعِرِى بَهَتَتْ كَقُرْآنِ الصباح وذكرياتِى ذكرياتى.. كلُّ ما مَلَكَتْ يَدَاى الأمسُ أجملُ دائمًا وغَدِى على كَفِّى حمامٌ لا يطيرُ
| |
|