استمرت، أمس، المظاهرات الحاشدة فى ميدان التحرير وسط القاهرة، وفى عدد من المحافظات، وأكد المتظاهرون إصرارهم على رحيل الرئيس مبارك، ودعوا إلى تنظيم المسيرة الرابعة غداً الجمعة بمشاركة ١٠ ملايين مواطن فى التحرير، وعدد من الميادين بجميع المحافظات. وقرر ممثلون عن المتظاهرين إطلاق اسم «مليونية الشهداء» على مظاهرة الغد ودعوا «جميع أسر الشهداء وجميع القوى السياسية» للمشاركة فيها. وعلمت «المصرى اليوم» أن الداعين للمظاهرة هم أنفسهم الذين أشرفوا على تنظيم مسيرة «جمعة الغضب». وعقد ممثلون عن القوى المشاركة فى «اعتصام التحرير» لقاءً مغلقاً أمس، لبحث آلية إقامة نصب تذكارى لشهداء ٢٥ يناير. كان الميدان شهد مساء أمس الأول الاحتفال بزفاف العروسين عبدالله القاضى وسونيا البيلى، اللذين حرصا على إتمام زفافهما وسط شباب ثورة ٢٥ يناير، الذين حملوا العريس على الأكتاف، وهو يمسك بعلم مصر، ملوحاً به لعشرات الآلاف الذين شاركوه الفرحة. وحول الحوار الذى يجريه عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، مع القوى السياسية وأحزاب المعارضة، أكد المتظاهرون الذين احتشدوا أمس بمئات الآلاف أن أى تفاوض سيكون داخل الميدان، وأى شىء آخر يتم خارجه لن يكون مقبولاً. وفى هذا الصدد، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن حوارها مع سليمان لم يبدأ بعد، موضحة أن الجولة الأولى كانت لـ«تدشين الحوار، والتعرف على مدى رغبة النظام فى تحقيق المطالب الشعبية»، وأنها ستشارك فى الجولة الثانية. وجددت الجماعة مطالبتها برحيل الرئيس مبارك لتهيئة المناخ لانتقال سلمى للسلطة، واصفة اللجنة القانونية التى تم تشكيلها لتعديل الدستور بـ«غير الشرعية»، لأنها مكونة بقرار من رئيس فاقد للشرعية - على حد قولها. وقال الدكتور محمد مرسى، عضو مكتب الإرشاد، فى مؤتمر صحفى أمس، إن الجماعة مازالت تقيم الجولة الأولى للحوار لكى تحدد بعدها ما الذى يمكنها أن تفعله. من جانبها، أعلنت حركة شباب ٦ أبريل رفضها لما وصفته بـ«الطريقة غير المقبولة فى حديث عمر سليمان عن المحتجين ومطالبهم»، مؤكدة أن الشعب الذى خرج من أجل التغيير لا يعترف بخارطة طريق عمر سليمان، ويطلب رحيلاً فورياً للسلطة. وفى محافظات سوهاج ودمياط والدقهلية والفيوم والشرقية، نظم عشرات الآلاف مظاهرات تطالب برحيل الرئيس تخللتها مصادمات عنيفة بين مؤيدى النظام ومعارضيه، مثلما حدث فى دمياط مساء أمس الأول.
