نالت دعوة الرئيس محمد مرسى، لإجراء انتخابات مجلس النواب، اهتام صحف
ووسائل إعلام عالمية، رأى بعضها أن شعبية «الإخوان» فى مصر تتدهور، وأن
الرئيس محمد مرسى يستخدم نفس الأدوات الاستبدادية للرئيس السابق حسنى
مبارك، بما فيها «وحشية الشرطة». وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»
البريطانية إن الرئيس المصرى وجماعته يأملون فى أن تسهم الانتخابات
البرلمانية فى استعادة استقرار البلاد وانتعاش الاقتصاد المتدهور فى بلد
كاد تمزقه الاحتجاجات العنيفة. وأضافت الصحيفة أنه وفقاً للدستور الجديد
فإن البرلمان عليه أن يوافق على قرار اختيار «مرسى» لرئيس الوزراء، ما يعطى
مجلس النواب سلطة واسعة أكبر مما كانت عليه فى عصر الرئيس السابق، ومن
المحتمل جداً أن «مرسى» سيختار رئيس حكومة إخوانياً. وأضافت الصحيفة أنه
بالرغم من شهرة جماعة الإخوان بأن لها مساهمات للجمعيات الخيرية وتوفير فرص
العمل وتقديمها الخدمات الاجتماعية، إضافة إلى كونها آلة انتخابية هائلة
قادرة على حشد الأصوات والفوز فى الانتخابات، فإن شعبيتها فى الأشهر
الأخيرة بدأت فى التراجع، ويتهم المتظاهرون وجماعات حقوق الإنسان «مرسى»
باللجوء إلى نفس الأساليب الاستبدادية للنظام السابق، بما فى ذلك وحشية
الشرطة والتشريعات المقيدة للحق فى التظاهر وعمل المنظمات غير الحكومية.
وقالت الصحيفة إن الانتخابات لن تحل أزمة مصر السياسية أو تلم شمل قواها
السياسية المتناحرة.
وتعجبت صحيفة «الجارديان» البريطانية من إنفاق الحكومة المصرية التى
قاربت على الإفلاس نحو 17.5 مليار جنيه مصرى، على استيراد 140 ألف قنبلة
غاز مسيل للدموع من الولايات المتحدة. وأشارت فى تقريرها إلى أن وحشية
الشرطة لا تزال مستمرة، كما أن 21 جماعة حقوقية استنكرت مؤخراً العودة إلى
عهد «مبارك» من استخدام الدولة للعنف لقمع مواطنيها. وأضافت الصحيفة أن
النشطاء استنكروا عزم الحكومة على شراء قنابل الغاز فى الوقت الذى تعانى
فيه الدولة من تراجع احتياطى النقد الأجنبى وعدم قدرة الحكومة على دعم
الوقود، ولم يتفق المسئولون بعد على تفاصيل قرض صندوق النقد الذى طلبته
مصر.
وقالت مجلة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إن قانون الجمعيات
الأهلية الجديد مُقيد لنشاط هذه الجمعيات، ويؤكد أن نظرة «الإخوان» لمؤسسات
المجتمع المدنى لا تختلف عن نظرة نظام «مبارك» الذى كان يعتبر نشاطها
تهديداً لبقائه.
من ناحية أخرى قالت مجلة «ذا ويك» الأمريكية إن الرئيس مرسى وجماعة
الإخوان الذين أحاطتهم هالات التفاؤل بعد سقوط مبارك أصبحوا الآن يجدون
أنفسهم محاصرين ومعزولين يوماً بعد يوم، وأشارت المجلة فى تقريرها إلى أن
مستشارى مرسى كانوا يمنحون الرئيس نوعاً من المصداقية، ووصفت المجلة تفكك
الفريق الرئاسى واستقالة أكثر من نصف أعضائه -حوالى 21 عضواً قدموا
استقالاتهم- وبقاء عشرة مستشارين، خمسة منهم ينتمون للإخوان بأنه صورة
مصغرة من تفكك المجتمع المصرى الذى أصبح أبعد ما يكون عن التوحد وساده
التحزب والانقسام والعنف.
وأضافت المجلة أن المصريين كانوا ينظرون فى البداية إلى الإخوان على
أنها الجماعة الوحيدة القادرة على تولى المسئولية فى مصر نظراً للشعبية
الكبيرة لها، ولكن سياسات مرسى التى يشوبها التحزب الواضح، إضافة إلى
الاختلافات الأيديولوجية مع باقى الفصائل والصعوبات الاقتصادية المستمرة،
نزعت من الإخوان مصداقيتهم وجردتهم من التأييد الشعبى
