الافتقار الى الله هو الغنى الكامل

وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وازكى

التسليم

وبعد

.................................

من اعظم النعم التى يمن بها الله سبحانه وتعالى على عباده هى ان يجعل غناهم التام هو فقرهم المطلق

اليه.

فهى راحة القلوب ان تفوض امرك لله فى كل حياتك لاتشغل بالك بما فى الدنيا من يسير او عسير.

والافتقار المطلق لله عزوجل كان واحد من ضمن عشرة أسباب فى ثبات الصحابة رضوان الله عليهم على

دين الله كما ذكر أبو الدرداء الصحابى الجليل فى حديث له تحدث فيه عن أصول ثبات صحابة رسول الله حيث

قال:

((أصول ثبات صحابة رسول الله عشرة ))

أولها :انهم كانوا أمنين بوعد الله

الثانى: كانوا أيسين(يائسين) من الخلق

الثالث:كانت عداوتهم للشيطان وحده وأنفسهم الأمارة

الرابع: كانوا مقبلين على أمر انفسهم

الخامس: كانوا مشفقين على الخلق

السادس:كانوا محتملين لأذى الخلق

السابع: كانوا موقنين بالجنة

الثامن: كانوا متواضعين للحق

التاسع : كانوا لايدعون النصيحة ولو فى العداوة

والعاشر: كان رأس اموالهم الفقر

*******************************

فقد كان ثبات الصحابة رضوان الله عليهم كما قيل من العجب العجاب ولكنهم حين فتحت عليهم الدنيا من

فتوحات البلاد وغيرها لم يزيدهم هذا الا فقرا الى الله سبحانه وتعالى .

فسبحان الله تعالى حين قال:

((ياابن أدم خلقتك لنفسى فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب .ابن ادم اطلبنى تجدنى فان وجدتنى وجدت

كل شىء وان فتك فاتك كل شىء وأنا احب اليك من كل شىء ))

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه تبارك وتعالى

((من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم))

.................................................. ...........

وقد قال حبيبنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام (( من أصبح والدنيا اكبر همه جعل الله فقره بين عينيه

وشتت عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ماقدر له ...ومن أصبح والاخرة أكبر همه جعل الله غناه فى قلبه

وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهى راغمة وكان الله بكل خير اليه أسرع))

فهذا هو الفقر الحقيقى والغنى الحقيقى واذا كان هذا غنى من كانت الأخرة أكبر همه فكيف من كان الله

سبحانه وتعالى اكبر همه ؟؟؟؟؟؟؟؟

سبحانك يارب

وقد قال الامام ابن القيم فى كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين:

((فأَكمل الخلق أكملهم عبودية وأَعظمهم شهوداً لفقره وضرورته وحاجته إِلى ربه وعدم استغنائه عنه طرفة

عين))،

ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم

: "أَصلح لى شأنى كله، ولا تكلنى إِلى نفسى طرفة عين ولا إِلى أَحد من خلقك"،

وكان يدعو: "يا مقلِّب القُلُوبِ ثَبِّتْ قلبِى عَلَى دينك".

يعلم صلى الله عليه وسلم أَن قلبه بيد الرحمن عَزَّ وجَلَّ لا يملك منه شيئاً، وأَن الله سبحانه يصرفه كما

يشاءُ

ولهذا كان أَقرَبَ الخلق إِلى الله وسيلة وأَعظمهم عنده جاهاً وأَرفعهم عنده منزلة، لتكميله مقام العبودية

والفقر إِلى ربه

عز وجل، وكان يقول لهم: "أَيهَا النَّاسُ، مَا أُحبُّ أَنْ تَرْفَعُونِى فَوْقَ مَنْزِلَتِى إِنَّمَا أنا عَبْدُ"، وكان يقول: "لا

تُطْرونِى كَمَا

أَطْرَتِ النصارى المسيح ابن مريم وإِنما أَنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله

فشعور العبد وشهوده لذكر الله له يغنى قلبه ويسد فاقته وهذا بخلاف من نسوا الله فنسيهم فان الفقر من

كل خير حاصل لهم ومايظنون انه حاصل لهم من الغنى فهو من اكبر اسباب فقرهم

************************

وقد قال الامام ابن القيم فى كتابه ايضا

: أقل مايلزم الفقير فى فقره أربعة أشياء:

علم يسوسه

وورع يحجزه

ويقين يحمله

وذكر يؤنسه

فمن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالمسكنة التامة ومن عرف ربه بالعلم التام

والحكمة عرف نفسه بالجهل

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه:

(ما بسط عبدٌ يده إلى الله عزوجل إلاّ استحيى الله أن يردّها صفراً، حتّى يجعل فيها من فضله ورحمته ما

يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يردُّ يده

حتّى يمسح بها على رأسه ووجهه).. إن يداً تمد إلى مالك الملوك، إلى رب العزة والجلال، إلى من بيده

خزائن كل شيء، حاشا أن يردها

صفرا، حتى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء.. ثم يمسح على رأسه ووجهه؛ لأن هذه اليد لامست يد

الرحمة الإلهية.. هذه اليد عندما

مدت، تلقت عطاء الله عزوجل، فامسح بهذه اليد على الوجه.

وعن أنس قال: قال رسول الله : { من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عله شمله، ثم

أتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من

الدنيا إلا ما قُدر له }

****************************

وهذا هو حال الانسان الذى يجعل غناه التام هو فقره المطلق لله عزوجل

فأصبح حرا فى غنى ومهابة على وجهه أنواره وضياؤه

وان فاته مولاه جل جلاله تباعد مايرجو وطال عناؤه

فالافتقار الى الله عزوجل نعمة عظيمة لا تاتى بمجرد الكلام ولكنه جهاد فى طاعة الله عزوجل وهو بمثابة

طريق طويل فمتى شددت الرحال واسرعت فى هذا الطريق فسوف تقصر عليك مشقة البعد عن غايتك

ومحبوبك تبارك وتعالى

*****************
*************
*********
******
***
**
*

وفى نهاية الموضوع لابد من مثال يوضح مغزى الموضوع ودايما بنحب نذكر الامثلة القديمة للتابعين والصالحين

ولكن بنفسى شفت مثال فعلا شفت فيه معنى الافتقار لله عزوجل من امراة مصرية اسمها ام ابراهيم

دى كانت حلقة من برنامج واحد من الناس واكيد معظمنا يعرف البرنامج ومقدمه الاستاذ عمرو الليثى

الست ام ابراهيم من محافظة المنوفيه ودى امرأة عجوزة لكن سبحانك يارب فعلا الفيديو دا يستحق

المشاهدة وأتمنى مشاهدته بجد لمن لم يشاهده :
وسبحان الله تعالى بعد الحلقة مانتهت تقريبا بشهر واحد . طلب واحد من رجال الخير عنوان الست ام

ابراهيم من البرنامج لانه بعد ما شاف الحلقة انبهر بايمان ورضا تلك السيدة العظيمة

واشترى لها شقة خاصة بيها بدل من الغرفة اللى عايشه فيها وبالفعل لما وصلوا للبلد المقيمة فيها الست

ام ابراهيم وهى كفر منصور محافظة المنوفية فسئلوا اهل البلد عنها وقالوا انها توفت وهى بتصلى العصر

فسبحان العلى العظيم له فى خلقه شؤن وكأن حكمة ربك شائت ان الله سبحانه وتعالى رفض ان احدا من

خلقه يتعطف على الست ام ابراهيم التى جعلت قناعتها ورضاها بما كتبه الله فوق كل شىء فأراد الله
سبحانه وتعالى ان يجعل حاجتها له وحده سبحانه وتعالى

فاللهم لاتجعل حاجتنا الا لك يارب العالمين

نرحب بالاستاذه/ ذاد المعاد

خالص الشكرعلى هذا البحث القيم
ونامل من يتصارعون على الحكم
ان ينتهجوا منهج صحابه رسول الله
عليه افضل الصلوات فى تطبيق هذه
الامثله وان يعملوا لوجه الله ولاخرتهم

شكرا للاستاذ ربيع محمد هذا الترحيب الذى لا استحقه
انما هى مجربة فعلا من افتقر الى الله فقط يكفيه وكأنه ليس كأنه انما هو فعلا سوف يكون اغنى البشر
فعلا ليت حكمنا يسمعون بهذا ويوقنونه
لانه استاذ ليس كل ذكى عاقلا
انظر العلماء فى الغرب قمة الذكاء ومنهم من كفر بالله فذكائه لا يدل على عقل ولا كان امن بالله الواحد الاحد
يروى فى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان مارا بالسوق
وكان فيه رجلا مجنونا اجتمع الناس حوله قال : ماذا هناك قالوا مجنونا , قال : بل مبتلى انما المجنون هو من كفر بالله
وحكمنا بعدوا كل البعد عن دين الله فافقرهم الله وان ملكوا كنوز الدنيا كلها
اعاذنا الله واياكم والمسلمين جميعا من حب الدنيا وافقرنا جميعا اليه وحده العلى العظيم

من طلب الغنى من غير الله افقره الله

ومن طلب العزة من غير الله اذله الله

جزاك الله خيرا اختى زاد

شكر لك استاذ مرورك العطر بين كلماتى زادنى وموضوعى شرفا

بارك الله فيكى اختى العزيزة

» الوصف الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» ومن هو الكامل؟؟؟
» تحميل كتاب مذكرات المشير عبد الغنى الجمسى
» جميع اذكار بلبل الصعيد الشيخ ياسين التهامى
» تحميل عملاق الملتيميديا الغنى عن التعريف RealPlayer 14.0.6.666 بحجم 24 ميجا على اكثر من سيرفر