حائط الأرواح:
وتجسد التماثيل الخشبية التي تقف عند حافة هذا الجرف أجداد قبيلة توراجدا، وهي قبيلة مسيحية المعتقد تقطن في جزيرة سولاوسي الإندونيسية، والملاحظ أن كل وجه تم نحته وفقاً لوصف العائلة التي ينتمي إليها الشخص الميت، وتسهم هذه الوجوه في السهر على الأحياء ومراقبة تصرفاتهم حتى يلقوا حتفهم في حين أن الأموات الحقيقيين الذين يمثلون هذه الأصنام يرقدون تحت الشرفات في مقابر محفورة في الصخر، والمثير في الأمر أن عائلة الشخص الميت تقضي عشر سنوات في جمع المال للقيام بواجب العزاء وعملية الدفن والمراسم المتعقلة بذلك، حيث يجب على العائلة أن تذبح للميت عدداً من الخنازير والجواميس وتوزيعها على كل أهل القرية.
جوهرة للأبد:
وتعرض إحدى المؤسسات السويسرية التي تهتم بإجراء مراسم دفن الميت من الألف إلى الياء في موقع لها على الانترنت، طريقة للخلود داخل جوهرة، حيث تعرض على أهل الميت أن يحرقوا فقيدهم إن رغب في ذلك، وأن يأخذوا رماده ويسخنوه حتى درجة حرارة تزيد على ألفي درجة مئوية ويعرضونها إلى ضغط عال جداً ليحصلوا في النهاية على حجر كريم أو جوهرة “ماسة”، خاصة إذا ما علمنا أن الماس عبارة عن كربون أصلاً، وهو ما يمكن الحصول عليه من الرماد، ويقول أحد العاملين في المؤسسة إن 500 جرام من رماد الميت تكفي ليتحول إلى جوهرة خالدة.
والآن إلى هذه العادة الغريبة عند قبائل “الغالي” القاطنة في الكاميرون، حيث يقوم أعضاؤها بلف الميت بالقطن إلى أن يصبح شبيهاً بلعبة كبيرة، وكلما كان الشخص الميت مهماً في القبيلة، بالغ رجالها في لفه بقطعة من القماش القطني، ويقوم رجال القبيلة بتقديم الطعام للميت بعد إخراجه من المدفن ويقدمون له كذلك، إن كانت امرأة، آنية مبرقعة بنقاط بيضاء دلالة على أنها تركت وراءها عدداً كبيراً من الذرية.
حرق على ضفاف الجانج:
من العادات التي يتبعها الهنود في الديانة الهندوكية، حرق الميت بعد غسله بماء معطر من نهر الجانج، ثم يقومون بلفه بثوب محاط بالأطواق الوردية تمهيداً لحرقه. وبعد هذه العملية، يقوم الأهل بجمع بقايا الرماد ثم ينثرونها في مياه الجانج، ويعتقد الهنود أن مياه هذا النهر تطهر جسم الميت وتجعله يتجسد في آخر “تناسخ الأرواح” ليحيا حياة أفضل من التي عاشها سابقاً قبل الموت.
التحليق في السماء:
أما العادات التبتية في الدفن فأغرب من الخيال حيث يقوم الرهبان البوذيون بتقطيع جثة الميت إرباً إرباً إلى قطع صغيرة وهي عادة طبيعية في التبت، ثم يتركونها في العراء لتلتهمها النسور والطيور الأخرى لتحلق بها في السماء. ويعتقد التبتيون أنه خلال لحظات النزاع تترك الروح الجسد، ولذا يصبح الجسد لا قيمة له، فلماذا نتعب أنفسنا في دفنه، والواقع أن المسألة تتجاوز إرهاق النفس في الدفن، إذ يعتقد هؤلاء أن الأرض مسكونة بالكائنات والأرواح الشريرة، وعند دفن الميت فيها، فإنه من الممكن أن تغضب وتثور لأن الإنسان دنسها بالجثث.
المومياء شرف للميت:
يعتقد أفراد قبيلة البابو الإندونيسية أن تحويل ميتهم إلى مومياء هو شرف لا يحظى به الكثيرون فهم يعتقدون أن المومياء تقوم بحراسة وحماية الأحياء ومن عاداتهم أنهم يقومون بتقديم الزوار إلى مومياواتهم باعتبارها واحدة منهم وكأن صاحبها مازال حياً يرزق.