في زمن اختلط فيه الحابل بنابل وختلطة فيه اوراق الحق بالباطل في زمن اصبح فيه الحليم حيران وشابت فيه الولدان من كثرة الهموم والبلاء والخوف والاحزان وكيف لا والناس اصبحوا من سياراتهم يخافون وتحتها ينظرون ومن ابوابهم يخشون ان تنفجر في وجوههم فيتناثرون في زمن بلغ فيه الظلم مبلغا عظيما وعلى فيه الضالمون علوا جسيما زمن كثر فيه المبتلون وقل فيه المعافون زمن يصدق عليه قول علي (رضي الله عنه )
ليس البلية في ايامن عجبا بل السلامة فيه اعجب العجب وقال فيه الامام احمد لاتعجب من البلاء ولكناعجب ممن نجا فيه
زمن نحن بحاجة فيه الى ما كان يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يقوله قبل ان ينام ويقولهفي الصباح والمساء فيا ترى ما ذالك الدعاء نه سال الله العفو والعافية فان فيها خير الدنيا والاخرة
وروى الترمذي وحسنه والنسائي عن أبي بكر أنه قام على المنبر ثم بكى فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم عام أول علىالمنبر ثم بكى فقال : [ سلوا الله العفو والعافية فإن أحدكم لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية ]
عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا نبي الله أي دعاء أفضل قال تسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والاخرة ثم أتاه الغد فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضله قال سل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة ثم أتاه اليوم الثالث فقال تسأل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة فإذا اعطيت العفو والعافية في الدنيا والاخرة فقد افلحت هذا حديث حسن اخرجه الترمذي
عن عبد الله بن عمر : أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية فقال له رجل سمعت هذا من عمر قال من خير من عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه مسلم
وفي سنن ابن ماجة عن ابن عمر قال: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يصبح: ويمسي اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي. اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي". قال وكيع: يعني الخسف.
وكان يوصي بها بين الاذان والاقامة عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وكذالك دبر الصلوات المكتوبات ذكر ابن القيم في زاد المعاد ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول دبر الصلوات قال (سل الله العفو والعافية )
ودخل رسول الله على مريض يعوده فرآه مثل الفرخ فقال : ما كنت تدعو به فقال : كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعاقبني به في الدنيا فقال : سبحان الله إنك لا تطيق ذلك ألا سألت الله العفو والعافية رواه مسلم
وروى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنه قال جاء ابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اني عمك وقد هزل جسمي واقترب اجلى فعلمني شي ينفعني الله به فقال له صلى الله عليه وسلم اني لا اغني عنك شي ولكن اسال الله العفو والعافية
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت : لو علمت أي ليلة القدر كان أكثر دعائي فيها أسأل الله العفووالعافية
