كيف تصبح قوادًا ؟؟؟

فى زمن الأوغاد .. لا ينال العدالة سوى القواد ...
هذه حكمة زمن الرخص والابتذال ..
الزمن الذى يُقتل فيه الأطفال أبناء 14 ، و15 عام ..ليحيا أبنا الـ 70 ، 80 عام ..
الزمن الذى يقتل البراءة .. ويهب الحياة للأشرار ..
الزمن الذى يحرم الأبطال من العلاج ليعيشوا بطلقات الرصاص عام كامل داخل أجسادهم ،، بينما يرقد القتلة والمجرمون فى أرقى المشافى ..
الزمن الذى يسجن الصادقين خلف قضبان السجون العسكرية ...ليرتع المفسدون فى الأرض ...
الزمن الذى تُدهس فيه الورود بأحذية الشياطين ، فلا يحرك ساكنًا ولا ينتفض ..


فى زمن العهر ... لا ينعم بالسعادة سوى القوادين ...


لذلك .. فإذا أردت أن تعيشوا سعيدًا فى هذا الزمن .. عليك بممارسة العهر (بكافة أنواعه ) ، وبيعه ، والترويج له .. عليك أن تصبح قوادًا ..


لكن قبل كل ذلك .. هل تعرف من هو القواد ؟؟؟
فى المعجم الوسيط القواد : الساعى بين الرجل والمرأة للفجور ..
و فى معجم اللغة العربية المعاصر : سمسار الفاحشة أو البغاء ...


يعنى من الآخر : القواد : هو بائع الشرف فى مقابل المال ....

و يمكن إطلاق الكلمة على كل من باع الشرف ، والمبادئ ، والأخلاق ، والمثل العليا .. مقابل المال ، أو المنصب ، أو ميزة مادية كانت..(وهذا النوع هو المقصود هنا )


هل تريد أن تحصل على هذه المميزات ..إذن عليك أن تصبح قوادًا ..


وإليك وصفة سهلة وبسيطة لكى تصبح قوادًا ، وتتمكن من القيام بهذه المهنة بحرفية شديدة ..


- لكى تصبح قوادًا عليك أن تكون رئيس تحرير جريدة أسبوعية تلعب من خلالها دور المعارض للنظام الفاسد الذى أنت أصلا جزء منه ، و هكذا كل مستبد يحتاج إلى قواد يمثل معارضته .. ووقت الصدام الحقيقى للفساد مع التطهير ، ترفض التطهير ، وتدعى أنك صوت العقل ، وأن كل همك مصلحة الوطن ، وأنك كنت من أشرس معارضى النظام ..
ثم بعد سقوط النظام الفاسد رغم أنفك ، تتحول إلى نفاق الحاكم الجديد _ أو الحكام الجدد أيًا كان العدد _ ، وتدافع عنه دفاعًا مستميتًا ، ولا مانع من أن تنكر الوقائع التى اعترف المجرم بنفسه بإرتكابها ، فإذا اعتذر المجرم عن تعرية فتاة واعترف بجريمته ..تخرج أنت لتنكر ذلك ،،،، ثم لابد من أن يمتد دعمك لكل الأنظمة القمعية ، قلا تقتصر على دعم حكم العسكر لمصر ، بل لابد أن تدعم سفاح ليبيا حتى آخر لحظة فى عمره ، و يا للعجب تصبح عضوا فى برلمان الثورة ، لتقول إن الثوار الذين أسقطوا النظام الذى كنت أحد معارضيه_كما تدعى_ ممولين من الخارج ، وأن داعية التغيير _البرادعى _ عميلًا لأمريكا ..و أهم شئ ان تصرخ قائلًا : " الثورة بتتسرق منينا " وكأنك أنت صانع الثورة ..


وبالطبع لابد أن تحول دفة النفاق للقوة الجديدة ، فتقول إن المطلوب إسقاط الإسلاميين الذين جاءوا بإنتخابات حرة ..
ولا تنسى أن تقول أن منظمات المجتمع المدنى تسعى لتقسيم مصر ..
وأن مصر تتعرض لمخطط خارجى .. وتظل تمارس كل أنواع العهر الإعلامى ، لتقول إن الإضراب دعوة للتخريب ..


- لكى تصبح قواد عليك أن تطلق اللحية ، وتخرج على أحد القنوات _التى تدعى أنها إسلامية _ ثم يطلقون عليك الشيخ فلان \ ، أو الداعية فلان .. ولا أدرى ما هى مؤهلات الحصول على هذا اللقب !!!
ثم عندما ترى فتيات يسحلن ، ويضربن ، وتتم تعريتهن فى الشوارع ، عليك أن تتغاضى عن كل ذلك ، وتسخر منهن ، وتقل أننا لا نعرف من هى هذه المنتقبة ، ثم تستهزأ بمن دافع عنها وتقل له ( يا وااااااااااااااااد يا مؤمن ) وكأن الإيمان حكر عليك وعلى أمثالك ، ولا تكتفى بذلك بل عليك أن تقذف بنات التحرير وتتهمهم بتهم دون دليل _ وتنسى أو تتناسى أن تهمة القذف حدها ثمانون جلدة _ ،، وعليك أن تبرر القتل ، والسحل ، والتعرية ، والضرب .. باسم الدين ..

- لكى تصبح قوادًا عليك أن تمتدح الطاغية مبارك على حصاره لغزة ، و تشكر رجال أمن الدولة على القتل والتعذيب وهتك الأعراض ، و تسمى ذلك حماية للوطن ، وبينما يقف الثوار فى ميدان التحرير يواجهون آلة القتل الغاشمة تخرج على شاشات التلفزة لتدعوا الثوار للتهدئة ، والانسحاب من الميدان حقنًا للدماء ، بدلًا من أن تدعوا القاتل أن يكف عن سفك الدماء ، أو تدعوا الجالسون فى بيوتهم للخروج لنصرة المظلومين ،، وبعد سقوط الطاغية عليك أن تتحدث وكأنك كنت مساندًا للثورة من اللحظة الأولى ، ثم تبدأ فى توجيه الثوار نحو طاعة الطغاة الجدد ، ولا تنسى أن تدعوا لهم فوق المنابر ، بل وفوق جبل عرفات ، وأياك ثم أياك أن تنسى أن تذكر فضلهم فى أى محفل دينى .. آه ثم إياك أن تنسى القول أن العصيان المدنى دعوة لإسقاط مصر ..


- لكى تصبح قوادًا عليك أن تكن أحد رجال الحزب الوطنى ، وتشارك فى صناعة الفتنة الكروية بين مصر والجزائر ، ثم تستمر فى صناعة العهر الإعلامى على قنوات الرياضة ، وعندما تحدث مجزرة بورسعيد عليك أن تلقى بالملام على الثوار الذين يقفون ضد الاستقرار ، ثم تبكى وتصرخ إن البلد خربت كما كنت تفعل فى فتنة الجزائر ، ولا مانع من شوية تعديد ، وندب ، و ولولة لحبك الآداء ، ثم عليك أن تدعوا للنزول إلى ميدان سفنكس للمطالبة بوقف إراقة الدماء ، وعودة الهدوء والاستقرار ..



- لكى تصبح قوادًا محترفًا عليك أن تقل أن الإسلاميين وحدهم هم من أجبروا مبارك على التنحى _ حتى وإن كنت ممن حرموا التظاهر والخروج فى 25 يناير _ وكى تتفوق على نفسك فى الحرفية عليك أن ترى أطفالًا وشبابًا يذبحون ويشنقون فى مباراة كرة قدم ، دون أى ذنب ، فتخرج لتقل أنهم ليسوا شهداء ، وأنهم ماتوا وهم يمارسون لهوًا محرمًا ..


- وكى تفوق كل القوادين احترافًا ..عليك أن تكون واحدًا من أكثر الداعمين للثورة فى مراحلها الأولى ، وحتى سقوط الدكتاتور مبارك ، وبعد ذلك تقوم بتغيير جلدك وتنسلخ تمامًا ، لتتحول إلى كائن مخيف يشبه (العو ) تمامًا .. وتعارض الثوار فى كل ما يقولون ، وتبذل كل جهدك فى نفاق المجلس العسكرى ، وسب الثوار ، و وصف ميدان التحرير بأسوأ الألفاظ ، ثم تتلاعب بالقانون الذى هو مهنتك ، وتقل أن استفتاء مارس دليل على شرعية المجلس العسكرى ، وتقل أن المجلس يستحق التقدير وأنه لابد من الصبر على المطالب ، ولا مانع من أن تتمادى إلى أن تطالب بالقبض على الثوار بتهمة الخيانة ، لأنهم يطالبون بمجلس رئاسى مدنى .. و عليك أن تقل أن العسكرى يستحق الخروج المشرف ، وأن مواقف المشير رجولية ،، و عليك أن تدافع عن النائب العام الذى شارك بصمته فى كل الجرائم التى ارتكبها الفاسدون قبل وبعد الثورة ، و لا مانع من أن تقل أنه قد حرك كل قضايا الفساد _ حتى وإن كانت كلها حبيسة الأدراج _ ..


وإذا كنت تريد أن ترى أكبر تجمع للقوادين للتعلم منهم ..عليك أن تشاهد جلسات برلمان الثورة فى مصر ..
- لتجد أحد نوابه يقول : إن ثوار التحرير كل واحد منهم واخد 200 جنية وشريط ترامادول ..
- وآخر يطالب بمنع التظاهرات ..التى كانت أصلا سببًا لجلوسهم على مقاعدهم فى هذا البرلمان ..
- وأخر لا يتردد فى أن يقترح أن تحدد أماكن للمظاهرات ، ولا بأس فى قتل من يتعداها _بغض النظر عن إن المواطن من حقه أن يتظاهر فى أى مكان عام مدام التظاهر سلمى _ ..



أيها المنافقون : قاتلكم الله أينما كنتم ...