رجل من أهل الجنة بسبب أنه عندما ينام فى الليل لا يكون فى قلبه ضغينة لأحد ، كنت أسمع من مشايخنا قصة هذا الرجل الذى بشره النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة وأتعجب ، ألهذه الدرجة دخول الجنة سهل ؟ ( هذا تفكيرى آنذاك ، يعنى اسامح وأنام يبقى الجنة هى الجائزة ؟ ، بالسهولة دى ؟ ) ، كان هذا الحديث بالنسبة لى فى مرحلة التصديق وليس الإطمئنان ، حتى أصبح يقينا وإطمئنانا بعد التجربة التالية
إغتبت صديقى فى العمل ، " لحظة خروج الكلمة من فمى كنت أعلم أنها خطأ ، ولكن خرجت ولا مرد، أول مرحلة مررت بها هى الكبرياء لقد تصرفت وكأننى لم أخطئ منعنى كبريائى أن أعترف بالخطأ وقت وقوعه ، ( صديقى هذا كان أحد الأصدقاء المقربين ، كنت ألح عليه دائما بالذهاب إلى الحج ) ، جائنى يوما وبشرنى أنه ذاهب للحج ، فزاد عزمى أن أعترف إليه بالغيبة التى كانت فى حقه ، وكانت هذه المرحلة التالية "الإعتراف وطلب السماح " ، مرات كثيرة أعقد النية بالذهاب إليه والتسامح ، وحينما ألقاه نتكلم فى العمل وأنسى تماما موضوع التسامح ، حتى أرحل من عنده فأتذكر ، حتى جاءت المرحلة الأخيرة ، مرحلة العزم ، إنه مسافر للحج غدا وهذا آخر يوم عمل له ، ومن واجبات الحاج التسامح قبل السفر ، ذهبت أليه وتسامحنا ، وقلت فى نفسى الحمد لله أن تسامحنا قبل أن يسافر للحج ، وقد تعلمت الدرس
الدرس : صديقى هذا مر بأجمل رحلات حياته ، لقد حج بيت الله الحرام وغسل ذنوبه ، بعد الحج زار الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ثم عاد إلى بيته فى مصر قبل صلا المغرب بدقائق ، صلى المغرب وتوفى ........ ، جائنى الخبر الذى نزل على كالصاعقة ، حضرت جنازته وكانت كأنها مشهد من مشاهد أيام منى ،
بعد أن أفقت من الصدمة ، تأملت المواقف التى مررت بها ، حمدت الله أننا تسامحنا قبل ذهابه للحج ، لو كنت مدين له لرددت الدين إلى أهله ، ولكن الغيبة كيف أردها ؟، للأسف لقد ربطت التسامح بالحج ، وهذا خطأ غالبا نقع فيه جميعا ، نربط التسامح بالحج ، نربط الخشوع بالصلاة ، نربط الإحسان برمضان ، للأسف موسومية الخلق الحسن ، مالعبادة التى فرضها الله علينا ألا تمرين لنا على الأخلاق الكريمة ، وفى لحظة التأمل هذه تذكرت قصة " رجل من أهل الجنة " هذا الرجل كان لا ينتظر موسم الحج ليتسامح مع الناس ، ولكنه ينام كل يوم وليس فى قليه ضغينة لأحد ، وتذكرت نفسى ، كثيرا ما يكون فى قلبى ضغينة للأخر تتعدى شهور ، أيام وأسابيع أمر فيها بمرحلة الكبرياء ، أسابيع وشهور أمر فيها بمرحلة التردد ، وأخيرا قد أتسامح وغالبا ما أنسى ، لقد أصبحت قصة " رجل من أهل الجنة " يقينا فى قلبى ، أجاهد نفسى دائما لكى أصبح مثل هذا الرجل سعيا إلى الجنة ، حتى كانت المفاجأه الأخرى لى ، لقد وجدت حلاوة وإطمئنان وأمان لم أشعر به من قبل ، أصبحت الحياة جميلة جدا ، حتى أدركت حكمة الله سبحانه وتعالى من سن الحسنات ، إذا أردت ياأخى أن تعلم حكمة الله تعالى فى سن الحسنات ، تأمل الأتى ، إنك تعلم أن الحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء ، كم مرة ياأخى تصدقت بجنيه وسألت الله تعالى أين العشرة جنيهات ؟ ، وماهو إحساسك أثناء التصدق ، وماهو إحساسك حينما تبتسم فى وجه أخيك أو تكون فى حاجته ، إذا تأملت ما سبق ستعرف حكمة الله تعالى فى سن الحسنات