معركة جالديران الاسباب والنتائج
معركة جالديران الاسباب والنتائج
كان اول اجراء للشاه اسماعيل هو اعلان المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية بدون مقدمات ، فاستقبل الناس هذا القرار بعدم رضا حتى ان علماء الشيعة انفسهم ذهبوا اليه وقالوا له ان ثلاثة ارباع سكان تبريز من السنة ولا يدرون شيئاً عن المذهب الشيعي ونخشى ان يقولوا لا نريد مُلك الشيعة ، لكن الشاه اسماعيل لم يهتم باعتراضهم وفعل كل ما بوسعه من قتل وتذبيح يفوق الوصف من اجل نشر المذهب الشيعي في كل اجزاء ايران التي احكم سيطرته عليها .
امضى الشاه اسماعيل السنوات العشرة من حكمه في بسط سيطرته على كل اجزاء ايران والتوسع على حساب المناطق المجاورة ، وجه الشاه اهتمامه اولاً نحو القضاء على بقايا الاق قوينلو فتمكن من اخراجهم من غرب ايران سنة 1504 ، وفي سنة 1508 اخرجهم من جنوب غرب ايران وفي نفس السنة احتل بغداد ، فالحق العراق بدولته الصفوية ، وفي عام 1510 احتل اسماعيل الصفوي خراسان ودخل عاصمتها هراة وطرد الاوزبك منها. واعلن فيها المذهب الشيعي مذهباً رسمياً على الرغم من ان اهالي هذه المناطق كانت تدين بالمذهب السني .
ان قيام الدولة الصفوية في ايران وجهود الشاه اسماعيل في التوسع على حساب المناطق المجاورة جعل المواجهة العسكرية مع الدولة العثمانية امراً محتوماً وخصوصاً ان العلاقات بين الدولتين اتسمت بالعداء والسلبية لاعتبارات عديده منها
1- طابع التشيع الذي فرضه الشاه اسماعيل بالقوة في ايران اذكى عداوة الدولة العثمانية ضده وكان السلاطين العثمانيين يعتبرون انفسهم خلفاء على جميع المسلمين السنة .
2-كانت الدولة العثمانية تنظر بقلق الى النشاط العسكري الصفوي الذي امتد الى مناطق كان العثمانيون يعدونها ضمن نفوذهم وينطبق هذا بشكل خاص على حملة الشاه اسماعيل على ارمينيا عام 1502 وعلى امارة ذو القدر سنة 1507 وكانت هذه الامارة وعاصمتها البستان امارة عازلة بين الدولة العثمانية ودولة المماليك في مصر وبلاد الشام .
3-نشاط الدعاة الصفويين في الاناضول ، سيما وان هذا النشاط اتخذ طابع التمرد المسلح ضد الدولة العثمانية سنة 1511 وواجه العثمانيون صعوبه كبيره في اخماده .
4- محاولة الشاه اسماعيل الصفوي التحالف مع المماليك وملك جورجيا ضد الدولة العثمانية .
كل هذه العوامل جعلت السلطان العثماني سليم الاول ينظر بعين الارتياب الى تحركات الصفويين ويخشى من تنامي قوتهم بحيث تصبح خطراً على دولته ، لذلك قرر مهاجمة خصمه الشاه اسماعيل الصفوي وتسديد ضربه قويه له قبل ان يستعد للنزال ، فخرج السلطان سليم الاول على راس حملة عسكرية كبيرة والتقى الطرفان في صحراء جالديران 1514 ، وقد انتهت المعركة بانتصار السلطان سليم الاول وهرب الشاه اسماعيل الصفوي من ارض المعركة مخلفاً وراءه عددا من القتلى والجرحى من بينهم عدد من زعماء القزلباش ، ولم يتعقب السلطان سليم الاول فلول الجيش الصفوي بل توجه الى عاصمتهم تبريز ودخلها في ايلول 1514 ثم انسحب منها بعد ثمانية ايام راجعاً الى بلاده بعد ان رفض قادة جيشه البقاء في تبريز وسط محيط معاد للعثمانيين فضلاً عن قلة مؤن وامدادات الجيش العثماني . وعلى اية حال فقد ترتب على هزيمة الشاه اسماعيل في معركة جالديران نتائج مهمة تمثلت في:
1- انهت امال الشاه اسماعيل في التوسع على حساب الاناضول.
2- استيلاء العثمانيين على ديار بكر وبسط سيطرتهم على على امارة ذو القدر وارمينيا.
3- تركت الهزيمة التي لقيها إسماعيل الصفوي آثارا قاسية في نفسه، ولم يكن قد لحقت بههزيمة قبل ذلك، فانصرف إلى العزلة، وغلب عليه اليأس، وارتدى لباسا أسود اللون، ووضععلى رأسه عمامة، وكتب على أعلامه السوداء كلمة القصاصوشغل نفسه بالتفكير في طريقة الانتقام من غريمه سليم الأول، إلا أن المنية عاجلته سنة 1524