ماذا تعرف عن درجة حرارة الارض

ما الذي يحدث عندما تقوم مجموعة من العلماء والخبراء بالتخلي عن الهدوء الذي ينعم به العلم والعلماء والدخول إلى مجال حافل بأشد أنواع الجدل والعراك التي يشهدها عالمنا المعاصر؟ والإجابة على هذا السؤال تتضح في البرنامج التي خرج علينا به عدد من العلماء الأكاديميين في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي مقدمين من خلاله تقييمًا مستقلا عن ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية. فقد أعلنت هذه المجموعة في وقت سابق، ومن خلال هذا البرنامج، عن بعض النتائج المبدئية المهمة حول معدل ارتفاع درجة الحرارة على سطح الكرة الأرضية. ويهدف هذا البرنامج إلى نشر تقييم عميق وأكثر دقة لتلك الظاهرة مقارنة بكافة التقييمات والتقديرات التي صدرت في هذا الشأن حتى الآن. وما أن ينتهي هؤلاء العلماء من هذا التحليل العلمي فسيتم نشر كافة تفاصيله وبياناته وأدواته مجانًا على موقع على شبكة الإنترنت. ويقول عالم الفيزياء الذي يرأس مجموعة الأساتذة المشاركين في المشروع ريتشارد موللر إن نشر تقييم مستقل عن درجة حرارة الأرض سيتناول بعد النقاط المهمة التي أثارها المشككون كما أن هذا التقييم سيضع نهاية للحرب الدائرة بين هؤلاء المشككين وبين علماء الطقس والمناخ الذين ينتقدونهم. وهناك بعض النقاط والأفكار الجديرة بالثناء وتلك الطموحة وحتى الساذجة منها.
ويتفق الغالبية من علماء المناخ على أن ارتفاع درجة الحرارة الأرض هو أمر واقع ويحدث على نحو مستمر وأن الأنشطة البشرية تلعب دورًا مهمًّا في رفع درجة حرارة الأرض. وفيما يتعلق بالنقاش والجدل الذي تشهده في المحافل العامة حول مدى صدق ودقة أرقام الارتفاع في درجة الحرارة والمعدل الذي تصل إليه في أقاليم مختلفة وما ينبغي عمله من أجل خفض هذه الحرارة أو الحد منها.
ومع ذلك فإن ظاهرة تغير المناخ باتت واحدة من أكثر القضايا العلمية المثيرة للجدل. كما أن علماء المناخ والباحثين في هذا المجال لم يصلوا بعد إلى اتفاق عام في ظل أقلية من المشككين وقطاع عريض من الجماهير الذين يعيشون حالة من الحيرة بين الطرفين.
وقدم موللر الخميس، دليلا إلى لجنة تابعة لمجلس النواب لشؤون العلم والفضاء والتكنولوجيا كما قدم كذلك تحليلا مبدئيًّا حول تاريخ ارتفاع حرارة الأرض. وهناك ثلاثة مجموعات من العلماء تقوم بتقديم تقييمات حول ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض وهي الهيئة غير الحكومية لشؤون تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، ومعهد دراسات الفضاء في نيويورك التابع لوكالة ناسا والمجموعة الإنكليزية التي يقودها مكتب الأرصاد الجوية.
ويهدف برنامج بيركلي إلى مزج ودمج أكبر كمّ ممكن من البيانات التي ترد من محطات قياس الحرارة المنتشرة منذ فترة الستينيات. وأهم ما في هذه البرنامج أنه سيتعامل مع الانحرافات في بيانات درجات الحرارة التي ربما تفتقد إلى الدقة أثناء تحليلات المجموعات العلمية الثلاث الأخرى