ساعات قليلة غيرت المشهد الوطنى فى مصر والمشهد الثورى فى ميدان التحرير، فالأعلام لم تعد راية الثوار وحدهم والهتافات لم تعد البطل فى الميدان. وبعدما كانت تتصاعد فى الميدان الهتافات المنددة بالنظام والمطالبة بالرحيل، فقد تصاعدت دعوات أخرى بتنظيف المكان وإعادته إلى رونقه وجماله.
الميدان استقبل رواده، أمس، بالأتربة التى تصاعدت بفعل حملات التنظيف، والتى قام بها شباب جروبات الـ«فيس بوك» التى كانت تدعو لإعادة بناء مصر مثل جروب «يلا نبنى مصر» أو الجمعيات الخيرية مثل جمعية «رسالة» أو المتطوعين من المتظاهرين. سعى الجميع لإزالة كل آثار الثورة من الميدان بما فيها الشعارات المكتوبة على الأعمدة والرخام المطالبة برحيل مبارك، حيث قام المتطوعون بإزالتها باستخدام «الماء» و«الصابون» و«التينر». من جانبها رفعت هيئة نظافة وتجميل القاهرة أكثر من عشرة أطنان من المخلفات وعدداً من السيارات المحترقة من الأماكن التى تم إخلاؤها من المعتصمين والشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير. كما شاركت معدات تابعة لشركة المقاولون العرب فى حملات النظافة.
الاستعداد للرحيل من الميدان لم يقم به الجميع، ففى الوقت الذى اعتبر فيه البعض أن الرحيل مصير حتمى، أعتبر آخرون أنه «هروب»، محمد منصور - متظاهر - استعد للرحيل وأكد أن إسقاط الرئيس كان الحائل دون عودته للمنزل والآن حان وقت الرجوع، فى حين اعتبر عمر عبدالعظيم - مدرس كيمياء - أن الثورة بدأت وقال: لم تنته ثورتنا ولكنها بدأت، وسنظل فى الميدان حتى نرى بأعيننا كل المطالب تتحقق. وأكدت سلوى صلاح - متظاهرة - أن خيمة أسرتها لن تزال الآن وأنهم جالسون لمتابعة الإصلاحات، خاصة بعدما تعرض زوجها للفصل بسبب مشاركته فى الثورة.
وقال أحمد شحاتة - متظاهر إخوانى - إنه تلقى بياناً من جماعة الإخوان فجر أمس السبت بعدم ترك الميدان، إلا أنه تلقى بيانا آخر فى السابعة صباحاً بالمغادرة. وبعيداً عن الدستور والحكومة تجمعت مجموعة من طلاب الثانوية العامة رافعين شعار «الطلاب الأحرار»، مؤكدين عزمهم تكوين حزب إصلاحى بهذا الاسم يطالب بإصلاحات تعليمية.
فكرة الحزب أوضحتها أروان عبدالحليم طالبة بالثانوية العامة: نحن نطالب بوزير يقدر التعليم وصاحب فكر يرقى بالتعليم والثقافة لبناء الشخصية المصرية، ويساعد على إصلاح منظومة القيم البالية التى كنا نتعلمها فى الكتب، والتى كانت تقتل عقولنا.
