يحيا
الذباب بيننا فى كل مكان ولا تستطيع حتى الآن أجهزة واختراعات العلم
الحديث أن تمنع عنا أذاه وأضراره، بينما هو حر طليق لا تقيده قيود ولا
توقفه أبواب ولا تمنعه عوائق، وتذكرت درسا فى القراءة فى الصف الثالث
الابتدائى كان عنوانه "الذبابة المغرورة" التى تظل تطير فى الهواء وتحوم
فوق الرؤس وتطن بصوتها فوق الآذان فلا صحيح يسلم منها ولا مريض إلا بشىء من
أذاها، وذكرتنى تلك المغرورة بأولئك الذين يسيطرون على حياتنا ويصرون على
تهديدنا والفتك بنا ونقل أمراضهم وأحقادهم إلى أجسادنا وتحطيم أواصر
المجتمع وهدم كل أمل فى مستقبل نرجوه.
والعجيب أنهم يتكاثرون ويجدون بعضهم بعضا بسهولة كما يفعل الذباب الذى
يتكاثر بالملايين فى الخرابات ومناطق القاذورات والقمامة وعندما يجوع يهجم
على الشقق والعمارات ويخترق الأسلاك والستائر ويقفز الحواجز والموانع كى
يلقى بما فى قدميه من أمراض وشرور فوق الآمنون، ويتشابه المغرورون والذباب
فى كل شىء فها هم قد اختفوا شهورا فى أوكارهم القذرة متربصين لنا وخرجوا فى
الوقت المناسب علينا يحملون المال الذى يجمعون به البلطجية وقطاع الطرق
ورعاع القوم وأراذل البشر ليحرقوا ويقتلوا ويقطعوا الأوصال ويثيروا العالم
والدنيا داعينهم ألا يثقوا فى أن مصر سوف تعود أبدا وأنها قد انتهت إلى أبد
الأبدين قائلين للدنيا لا تلقوا لمصر المال، ولا تقيموا فيها المشروعات،
ولا تبنوا فيها المصانع ولا المساكن ولا الكبارى، فالنهضة فيها ماتت قبل أن
تبدأ.. هذه رسالة الذباب المغرور للعالم أن "ترحموا على عصر مبارك".
ولكن تأمل معى نهاية ذلك الذباب الذى لا يعيش أكثر من 3 أسابيع ولكن إنتاجه
غزير فيضع 5 مرات فى حياته القصيرة وكل مرة ينتج 130 يرقة، أى أنه قصير
الروح والنفس والعمر ولكنه غزير الإنتاج سريع التكاثر، لا يحيا فى الأماكن
الطاهرة النظيفة النقية، إذا فالحل سهل يسير أن نتتطهر حتى لا تبقى أماكن
للذباب المغرور قصير العمر، ولا تبقى لأولئك المغرورين فرصة أن يقهرونا أو
يحطموا حياتنا أو يثيروا فى قلوبنا الخوف والفزع والرعب.
ولنا فى الصديق أبا بكر الأسوة والقدوة ذلك الرجل الهين اللين الذى ما قرأ
كتاب الله إلا بكى يقف للأمة بصوت غير الذى كان ذى قبل وبوجه غير الذى كان
عليه فقد انتهت سنى الرقة وبدأ عصر الحزم والحسم حتى أعاد للأمة وحدتها
واستكملت مسيرتها ونهضتها.
ولنا فى الزعيم الراحل السادات القدوة أيضا صاحب قرار الحرب والسلام الذى
خلده التاريخ بيوم الفخار، لم ينجح الرجل ولم يقدر على قيادة شعبه وبلده
إلا بتطهيرها من الفلول وقطع الأيادى الطويلة وخرس الألسنة القبيحة وبقيت
فقط مصر وتحرير الأرض هما الحل والأمل.
واليوم نحن نريد قرارات تنهى تلك المرحلة التى طال العناء معها، قرارات
تقطع على الفلول أدوارهم وألاعيبهم، قرارت لا رجوع فيها تدرس بعناية وتنفذ
بدقة وبسرعة بلا تأخير.
هنا يموت الذباب المغرور ويحيا بأمان وسلام وحب ورخاء الشعب المقهور، فليموت الذباب المغرور ويحيا الشعب غير مقهور.