الشاعر محمد على عبد الله ( الأمى ) ( 1908-1988م )
ولد بحى الركابية بأمدرمان ويمت بصلة القرابة لفنان الجيل الخالد خليل فرح وعشا معه فترة من حياته وكان من التقاة الذين اعتمد عليهم البروفيسور الراحل على المك فى نحقيق ديوان خليل فرح .. وكان ترزيا أفرنجيا ماهرا وكان شهما كريما وكانت داره منتدى للشعراء والفنانين وصاغ دررا رائعة فى شعر الحقيبة وأنتقل بعمله الى مدينة الأبيض التى قضى بها جزءا كبيرا من حياته ولقد شهدت عاصمة كردفان على أيامه إزدهارا كبيرا فى الشعر والأدب حيث عاصره بها الشاعر الكبير المبدع سيد عبد العزيز وحدباى عبد المطلب ومحمد عوض الكريم القرشى وحميدة أبو عشر.
يوقل أصدقاؤه ومعارفه أنه كان سريع الإنفعال ومع ذلك صاغ شعرا رقيقا للغاية مثال رائعته التى تغني بها أمير العود حسن عطية ( سألته عن فؤادى).
وكان شاعرنا محمد على الأمى يتمتع بروح الدعابة وله الكثير من الاخوانيات ومن قصائده الطريفة وصفه لعربة الأستاذ الفاتح النور رئيس تحرير صحيفة كردفان – ويبدو ان البوكس الخاص به كان فى حالة يرثى لها فقال الأمى له :
بوكس الفاتح أسمع وصفه ….. شكله جرادة الريح بتخطفه
مرة يجن ومرة يقيف ….. عندو وأظنه صاحب كيف
موديله قديم وحديده مصدى …. واقف ماشى فتيه ينفى
وكان الأمى مواطنا غيورا زاهد يستبد به الفرح فعندما نال السودان استقلاله عام 1956م صاح
زهرالحقول غنى …. فى روضته الغنا
ورقصت غصون البان … قوم ودع الالام ماشئت اتمنى
عيدكن صبح عيدين بلقاه اتهنى …. وطنك كسوة السود … حرية حرة تسود
الا رحم الله الشاعر محمد على الأمى بقدر ما أعطى لبلاده .
سألته … سألته عن فؤادى وعن سبب هيامه … أجابني ما هو عارف
عشقته وجماله نظمته فى فنونى … جفانى صدى عنى تركنى لشجونى …
اذا تلاشى صبر وترعرت جنونى … واذا أنبرى فؤادى لعهدى ما بخالف
حبيبى يا مدلل بحق صفا كمالك … حرمتنى وصالك وملت عنى مالك
أنا صريع محاسنك وانا أٍير جمالك … تعال شوف تعال زفيرى والعواطف
يا فرحة الحزانى ويا زينة المواكب … يا ربرب الخميلة ويا زهرة الكواكب
زمانى جار معاك وهاهو لى ناكب …. بعدك الصلانى يادرة المعارف
جمالك المكمل لهانى عن سواك ….. وتيهك او دلالك رمونى فى هواك
حبيبي أنت ومين يكون دواك … أظن عفوك عنى ورضاك لى يوالف
أهوى الذى ضنانى وغزانى بى نباله … ولا سأل فى حالى ولا خطر بباله
يرانى أو أراه وأقيف ذليل قباله ….. واقوله أنت سيدى وفيم عنى صارف
أنت حكمة
أنت حكمة أنت آية ولا إنسان … أنت صاحي ولا نايم
ولا طرفك من طبعوا نعسان … أنت راحى أنت روحى أنت انسان
عينى يا صاحى وانت احسان … انت نادى انت هادى وانت ميسان
انت ضامر انت سامر انت هتان …. انت نادر انت ناضر انت بستان
انت صافى انت ناقى زور وبهتان … يا حياتى يا مماتى هاك سطران
الصبابة ومر عذابها وقلبي اقران …. وانت ساهى انت لاهى انت بطران
يا صفائى يا وفاى هاك برهان …. عن غرامى وطول هيامى السابنى ولهان
عز قربك أما بعدك ماله لى هان …. قلبي خافق هل توافق قدرى ينهان
يا حبيبي كن طبيبي أمر حيران … طول نهارى ثم ليلى ساهى سهران
طال عذابي وصاح غرابى جوى عكران … دمعى هامى وشوقى نامى وفرشى نيران
أنت حالى انت عالى انت سلطان …. أنت ساطع وانا ساجع بي غناك طان
كلاي
طال أنينى وفاق حنينى الحان لأوطان …. واليلومنى فى هواك يا سيدى غلطان
عيون الصيد
عيون الصيد ناعسات عيونى وعيون النيل حاكن عيونى
نسيت قلبي وروحى ونسونى وفقدت الكانوا يآنسونى
ليالى هناى جد عاكسونى وأخاصم النوم كيف درسونى
فقدت صحابي لا تنصحونى خطاب وعتاب كف بارحونى
عيون الصيد الجرحونى سرورى يتم لو يلموحونى
مع الآلام هاجت شجونى وأطبا الكون ما عالجونى
جفوا وبي نفورهم هيجونى متين فى الطيف يصبوا ويجون
غلبنى أسير هيا درجونى على الأطلال ليل عرجونى
هواى شريف لا تحرجونى وعلى الأكفان لا تدرجونى
مقر أملى وفيهم ظنونى يزيدوا دلال وتزيد جنونى
لذيذ تعذيبهم لو ضنونى وصالهم آه راحتى ومنونى