حالة تؤكد للأعمى والبصير أنه ليس هناك من يسمع أو يشعر بالناس.. أو يرى
ما نراه ونحس به نحن الأغلبية الشعبية.. هذه الأغلبية المصرية التى تعيش
اليوم فى فقر طاحن.. هل يشعر بهم أحد؟
ومن منطلق عجزنا وضعفنا نحن الذين لا نمتلك من حطام الدنيا شيئا ولا نبالغ
إذا قلنا إننا هنا نقدم تقريرا أمينا صادقا قبل غرق السفينة.. بعد أن
انتشرنا فى الأحياء والأسواق والدواوين الحكومية والبيوت والنجوع للبحث
والاستطلاع الدقيق لوضع الأسس والمعايير العادلة.. المنظمة.. السليمة..
بحثنا وراء كل صغيرة وكبيرة وخصوصا ارتفاع الأسعار الجنونى المرعب
والعشوائى.. البعيد كل البعد عن التضخم.. هذه الحالة الجنونية ذات القدرة
الخيالية والتدميرية والشراهة فى التهام الخلايا البشرية السليمة التى لا
ينفع معها زيادة الأجور والمرتبات بقدر وقف هذا السعار فى ارتفاع الأسعار.
توصلنا إلى عيوب خطيرة غير تقليدية تهدد الأمن القومى للبلاد فعلا..
اكتشفنا كالجراح الذى يفتح بطن المريض لإجراء عملية الزائدة الدودية ليكشف
عن خلايا سرطانية قديمة بجسد المريض!! ماذا يصنع الجراح فى هذه الحالة..
يجرى عملية الزائدة الدودية للمريض ويغلق الجرح؟ أم يستأصل الخلايا
السرطانية للعلاج الشامل.
هذا هو حال مصر اليوم.. انتشر الفساد فى كل أنحاء البلاد هنا الموضوع
موضوع ضمير قبل أن يكون أخلاقيا.. اكتشفنا أن 40 % من الشعب المصرى تحت خط
الفقر.. بمعنى آخر, غير قادرين على الحصول على وجبة فول وطعمية واحدة لهم
ولأولادهم إلا بالتسول والبكاء!!
هذا إذا علمنا أن قرص الطعمية قطر 4 سم وسمك 6 مم بسعر 25 قرشا للقرص
الواحد.. بالإضافة إلى 40 % من مجموع الشعب المصرى الشريحة الثانية من
العاملين بالدولة يحصلون على ثلاث وجبات فول وطعمية بالعافية فى اليوم
وخلال 30 يوما فى الشهر! أما الباقى 20 % فهم الذين يمتلكون ثروة مصر كلها
والمهربة فى الخارج! هؤلاء الذين صرفوا 17 مليار جنيه مصرى فى العام
الماضى على المخدرات من هيروين وحشيش وبانجو.. إلخ، ومن هنا نرجو التنبيه
أن ما يدور على أرض مصر اليوم فى بداية القرن الواحد والعشرين ليس له من
دون الله كاشف.
كما لابد تتغير قيمة العلاوة الدورية بسرعة لجميع المتسولين بالدولة
«العاملين» سابقا وتتحول من الجنيه المصرى «الميت» منذ سنوات ليتحول إلى
قيمة قرص الطعمية «الحى» بعد أن لمسنا وبأنفسنا أن 80 % من الشعب المصرى
اليوم يعيشون عليه!! بمعنى آخر يصرف للموظف علاوته السنوية بقيمة قرص
الطعمية سعر اليوم، هذا إذا علمنا أن الموظف الصغير اليوم يحصل على علاوة
سنوية قيمتها 6 أقراص طعمية سعر اليوم.
اليوم السابع