كفاكـ بالعشقِ منزلةً فكلُ عاشقٍ مصيره الفناء
فإياك دخول طريقَ العشقِ أخي إنما طريقُ العشقِ حتماً بلاء
طريق العشقِ متضارب منه الشهد ومنه السم أكبرُ عناء
فلا تمشي في هذه الطريق يوماً فإن نهاية العشقِ وخيمة الرجاء
عد إلى الله شاكراً قل ربي رحماكَ رضيتُ هذا القضاء
وكم فضلٌ من الله علينا فلمَ أظلم والخير بقلبي عطاء
وما الدهرُ يا متصفحاً حروفي بظالمٍ وما كل سنيني وسنين المرء سواء
وما هو إلا مجردُ وهمٍ كاذبٍ وكلُ كذبٍ في هذه الدنيا مصيره الرخاء
وما أرتجيتُ منكم في ظلمي مدافعاً فكلُ ظالمٍ له يوم راحةٍ ومن بعدها يأتيني طالباً الرجاء
أيا مراقباً للدهر متعجباً عُد إلى الرشد وليعمّ عينيكَ الصفاء
كلُ إنسان معرضُ البلى لستُ به شاتماً إنما له رباً وبه لقاء
أزور قلوب المنافقين فلا أرى بهاءً بل أشبه بصحراء جرداء
طلبتُ السماع منكم ولكني وجدتُ نفسي بينكم كمن أصابها ألف داء
ونفسي اليوم مسرورةً وكل نفسٍ بينكم مريضةٌ مصيرها الشفاء
وكم مظلومٍ مات بحسرةٍ أحب الناس وفدا وعند كلمة حقٍ لم يجد لنفسه فداء
أمامكَ يا كاذبً في هذه الدنيا سعادة فلا تمشي بها فرحاً فمصيركَ بالأخرةِ الشقاء
وجدتَ للظلمِ فارساً متكبراً فلتعش نصركَ منتشياً بين خوفٍ وظلماء